الرئيسيةسناك ساخر

البنزين ينضم للبطاقة الذكية … سقى الله أيام الغباء

الحكومة تتذاكى على الأزمات بالحل السحري المجرّب

سناك سوري _ دمشق

يبدو أن استعمال الذكاء يرتبط بالأزمات حصراً، مع غيابه في زمن الوفرة مثلما علّمتنا الإجراءات الحكومية في السنوات القليلة الماضية.

حين هلّت علينا بشائر البطاقة الذكية بكامل ذكائها وعبقريتها كنّا في أوج الأزمة للمصادفة، وابتداءً بالخبز مروراً بالرز والسكر وصولاً إلى الغاز والمازوت والبنزين، فيا سبحان الله لم يتم اللجوء إلى البطاقة الذكية العبقرية إلا حين شحّت تلك المواد وبات من الصعب الوصول إليها، ليتم استخدام ذكاء البطاقة في تقنين التوزيع وإطالة المدة الفاصلة بين توزيع وآخر على المواطنين مع الاستفادة من دور البطاقة في إنهاء مشهد الانتظار على الطوابير نوعاً ما، علماً أن غياب الطوابير لا يعني انتهاء أزمة أي مادة بل التذاكي عليها لا أكثر.

ومع أكثر أزمات الوقود صعوبة خلال الفترة الحالية، وصلت البطاقة الذكية كحلٍّ مجرّب للتذاكي على أزمة البنزين، فقررت وزارة النفط أن تستبدل طوابير السيارات المصطفة بانتظار دورها في التعبئة، وأنظمة الترتيب حسب نهاية رقم نمرة السيارة، بالحل السحري المتمثل بالبطاقة الذكية جداً جداً.

حلُّ مجرّب سبق وتذاكت به الحكومة على الخبز والرز والسكر والغاز والمازوت، فلماذا لا تطبقه على البنزين؟ فيما يتزايد الطلب على الأوكسجين في منافس المستشفيات التي تستقبل مصابي كورونا، وسط مخاوف من أن يأتي الدور عليه ويصبح أوكسجيناً على البطاقة الذكية.

ذكاء البطاقة لا يعادله سوى ذكاء الحكومة، فيما يحنّ المواطن لزمن الغباء أو على الأقل زمن الحياة بلا ذكاء، حين كان كل شيء متوفراً بدون هذه العبقرية الذكية التي تجعل من المواطن متلهفاً لسماع رنّة هاتفه الجوال تحمل له رسالة نصية ليست رومانسية ولا غرامية، لكنها ذكية لدرجة أنها تبشّره بوصول دوره لاستلام حصته من الخبز أو البنزين أو المازوت، وقريباً حصته من البلاد.

اقرأ أيضاً:مغترب يشعر بالحنين للطوابير والبطاقة الذكية والتقنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى