“غسان عبود” : مقاتلو “النصرة” يتمتعون بصفات الثوار العالية ويكرهون الدم!
سناك سوري _ محمد العمر
تحرص قناة “أورينت” الإخبارية المعارضة على تغطية الأخبار الميدانية في “إدلب” واستثمار هذه الأخبار لخدمة توجّه القناة المعلن منذ بداية الأزمة السورية.
حيث يرى مراقبون أن موقفها المنحاز بشدة ضد الحكومة السورية قادها إلى امتلاء نشرات أخبارها وبرامجها بعد 8 سنوات من التغطية بالعبارات الطائفية والتحريضية ضد شرائح واسعة من السوريين لا تتفق مع رؤية القناة!
ويمكن للمتابع أن يلحظ تبدّل خطاب “أورينت” مع كل تبدّل في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية فمن هاجمته القناة بالأمس تتقرب إليه اليوم ومن وصفتهم أمس بالثوار ستصفهم لاحقاً باللصوص!
بالتركيز على موقف القناة من “جبهة النصرة” تحديداً نستعيد رأي صاحب القناة “غسان عبود” الذي نشره عام 2012 عبر صفحته على فايسبوك أشار فيه إلى أنه بعد أن تابع “النصرة” وأرسل عدة صحفيين من القناة لإنتاج تقارير حولها تبيّن له وجود “نصرة” حقيقية وأخرى زائفة.
وصف “عبود” مقاتلي “النصرة” حينها بأن لديهم “صفات الثوار العالية” ويتجنبون فقاعات الإعلام وأنهم يكرهون الدماء ولا يُغالون فيها! إضافة إلى أنهم يعملون بصمت دون الإساءة للسوريين على حد تعبيره حينها، معتبراً أن هناك نسخة مزيفة لـ”النصرة” من افتعال الحكومة السورية للإساءة إلى “النصرة” الحقيقية وذلك باستغلال صمتهم الإعلامي عن الاتهامات الحكومية ضدهم.
في آذار 2018 بثّت “أورينت” تقريراً حول المعارك التي كانت تدور بين “جبهة النصرة” من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى في ريفَي “إدلب” و”حلب”، حينها شنَّ معدّ التقرير “سليمان عبد المولى” هجوماً ضد “النصرة” واتهمها بقتل السوريين وسرقة إنجازات الفصائل السورية بالإشارة إلى تصدّر الجهاديين الأجانب قيادات “النصرة” التي كانت تشنّ حملتها ضد فصائل الشمال الذين تسمّيهم “أورينت” الثوّار!
اقرأ أيضاً:الأورينت تعرف الطريق إلى “الجولاني” و تنفرد بلقائه !
لاحقاً فرضت “النصرة” سيطرتها على كافة مناطق “إدلب” وريفَي “حلب” الغربي و”حماة” الشمالي فيما لاذت الفصائل الأخرى بمناطق سيطرة العدوان التركي شمالي “حلب” خوفاً من توسع “النصرة” الذي أدى إلى حل فصائل كاملة مثل فصيل “نور الدين الزنكي” تحت ضربات الجبهة.
إلا أن “النصرة” وجدت نفسها بحاجة الفصائل مع بدء الجيش السوري عملياته العسكرية ضدها في ريفَي “حماة” الشمالي و “إدلب” الجنوبي، ومع احتدام المعارك استعاضت “أورينت” عن استقاء الأنباء من مراسل خاص للقناة بنقل الأخبار والمعلومات عن وكالة “إباء” الذراع الإعلامي لـ”جبهة النصرة” حيث تتبنّى القناة معلومات الوكالة وخاصة ما يتعلق منها بهجمات جهاديي “النصرة” على مواقع الجيش السوري.
من جهة أخرى تتبنى “أورينت” التسمية الجديدة لـ”النصرة” وتقول أنها “هيئة تحرير الشام” حيث تناست القناة ما كانت تقوله العام الماضي عن الهيئة التي تقتل السوريين! خاصة أن القناة انفردت في حزيران الماضي وفي أوج معارك ريف “حماة” الشمالي بلقاء زعيم “النصرة” “أبو محمد الجولاني”!
في المقابل تحوّل موقف القناة من فصائل الشمال الذين انحازت إليهم في مواجهاتهم مع “النصرة” فيما قال مقدّم برنامج “تفاصيل” على القناة “أحمد الريحاوي” في مقدمة حلقة الأسبوع الماضي بأن قادة الفصائل المدعومة تركياً مثل “أبو عمشة” وغيره هم لصوص تستروا بعباءة الثورة! وذلك في معرض هجومه على فصائل “الجيش الوطني” المدعومة تركياً التي أعلنت استعدادها القتال إلى جانب “تركيا” شرق الفرات ورفضت المشاركة في معارك “إدلب”!
تغيّر موقف “أورينت” كثيراً خلال السنوات الماضية ووقعت القناة في تناقضات كثيرة حتى وصل بها الحال اليوم إلى أن تتبنّى أي خطاب ضد السلطة في “سوريا” وأن تتهمها بالطائفية، مقابل تبنيها لخطاب “النصرة” الجهادي القائم على أكثر أشكال الطائفية والإرهاب!
الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام السورية الكبرى تتبنّى عموماً خطاباً تحريضياً يحضّ على العنف في الكثير من المناسبات، وينخرط الخطاب الإعلامي لهذه الوسائل إلى أبعد حد تجاه طرف في الصراع، ما ساهم بشكل ملحوظ في إطالة أمد الأزمة السورية وتعميق جذورها بين السوريين.
اقرأ أيضاً:“أورينت” تدخل التاريخ من أوسخ أبوابه … لقاء تطبيعي مع الاحتلال الاسرائيلي