الألعاب النارية في العيد… عندما كان الفتيش البدائي لعبة الأطفال
ضحايا الفتيش السوري في القرن الماضي

يروي العم “أبو سلطان” 67 عاماً من ريف حماة لسناك سوري، كيف كان شاهداً منذ 60 عاماً، على طريقة تصنيع “الفتيش” أو الألعاب النارية البدائية، من خلال شقيقه الأكبر.
سناك سوري _ خاص
كان إعداد الفتيش في تلك المرحلة ومازال طبعاً خطيراً جداً على الأطفال بسبب طريقته البدائية وأذاه المحتمل، يقول “أبو سلطان”: «كان عمري قرابة الـ7 سنوات عندما رأيت أخي الأكبر يقوم بتجهيز ألعاب نارية بشكل يدوي قبل العيد بأيام، حيث استحضر قصاصة من الورق ووضع فيها حجر صغير “بحصة” والقليل من الزرنيخ والبارود في داخلها وربطها بخيط، وجرب جودتها برميها على الأرض وحدث الانفجار بعد أن احتكت المواد ببعضها».
الأطفال حينها كانوا يلعبون بـ”الفتيش”، بعد أن يتم تصنيعه من قبل الكبار بغرض التسلية، وحينها استغلها البعض كتجارة و أصبحت متوفرة، وبات الشباب يتفننون بأشكالها، «عدد لا بأس به منا كان يحاول تقليد آبائنا بامتلاك أشياء تصدر أصواتا عالية مثل الأسلحة التي كانت بين أيديهم لذا واظبنا عليها، وتيمناً بصوت المدفع في رمضان أصبحنا نطلقها إعلاناً عن قدوم العيد، كتعبير منا مشابه للمظاهر الاحتفالية القائمة إلى هذه اللحظة عند الفرح أو أي مناسبه نطلق النار».
اقرأ أيضاً: الألعاب النارية في ديربي”اللاذقية” تودي بحياة “عبد الحليم حوا”.. الملاعب غير مجهزة للإسعاف!
«كانت وسيلة تسلية دفع بعض الأطفال ثمنها»، يقول “أبو سلطان” ويضيف راوياً لحادثة وقعت أمامه عندما انفجرت إحداها بين يدي أحد أصدقائه ما تسبب له بأذية بالغة في أصابع يده، وفي حادثة أخرى و إنما بواسطة أحد الكبار في السن عندما قام برمي أحدها على صديقه من باب الدعابة ليقع الأخير من على الدرج جراء “الرعبة” التي أصابته من صوتها ما تسبب بكسر حوضه.
يتابع وهو في عمره الحالي مذهولاً من الأشكال التي يراها من “الفتيش و الألعاب النارية” و يستذكر أيامهم، مستهجناً هذا الاندفاع على شرائها مهما بلغ سعرها، و في ذات الوقت لا يستغرب بحكم أنه كان من الأطفال الذين فضولها عن غيرها من الألعاب، وكل ما يتمناه الآن المزيد من الوعي من قبل الأهالي تجاه أولادهم فيما يتعلق بأضرارها الخطيرة وكونها مصاريف إضافية لا لزوم لها في ظل الضائقة المالية التي يعاني منها الأغلبية.
اقرأ أيضاً: الداخلية: منبوس إيديكم وشواربكم ونشجعكم على استخدام الألعاب النارية في العيد