الرئيسيةيوميات مواطن

الأزمة المعيشية تتفاقم في سوريا.. أهالي بمشروع دمر يبحثون عن المساعدات

الحديث عن بدء التسجيل على المساعدات الإنسانية في دمشق واللاذقية

توجهت “ريما” بسؤال عبر الفيسبوك، تستفسر فيما إن كان هناك توزيع مساعدات لسكان “مشروع دمر”، وكيفية التسجيل، وأتبعت منشورها بطلب ألا يناقشها أحد بكونها من سكان المشروع الذي يعرف عنه اقتدار أهله مقارنة بباقي الأحياء الدمشقية الأخرى، وقالت: “ماحدا يجاوبني سكان المشروع مو بحاجة، كلنا بحاجة هالفترة”.

سناك سوري-دمشق

وتفاقمت الأزمة المعيشية في سوريا، وعلى الرغم من انخفاض الأسعار وتحسن سعر صرف الليرة السورية، إلا أن معظم العائلات السورية لا تجد اليوم قوت يومها، فالرواتب الحكومية تأخرت، والأعمال في القطاع الخاص شبه متوقفة بانتظار استقرار الوضع.

وتم الإعلان مؤخراً عن وصول العديد من المساعدات إلى الشعب السوري، من السعودية وقطر والكويت وتركيا والأردن، وقال “محمد” في تعليقه على منشور “ريما”، إن بإمكانها التسجيل عند جامع “الوزان” من الساعة 9 ونصف صباحاً، بينما ذكرت “لانا” أن التسجيل يتم في الجوامع عموماً والمطلوب دفتر عائلة، والبعض يطلبون البطاقة الذكية.

مقالات ذات صلة

وتضاربت التعليقات على المنشور، بين من قال إن التسجيل يتم للجميع، بينا قال آخرون إن الأولوية لسكان المخيمات، وفي اللاذقية قال أهالي في الريف لـ”سناك سوري”، إن مجموعة أشخاص كانوا يعملون في الأمانة السورية للتنمية قبل حلّها، يزورون القرى ويسجلون للأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة.

وبحسب الأهالي، فإن المجموعة أخبرت بعضهم أن لهذه الفئات الأولوية حالياً، وخلال المرحلة اللاحقة ربما يبدأ التسجيل لباقي الفئات الأخرى بحسب وضعها الاقتصادي.

وتسبب تأخر تسليم الرواتب الحكومية، بمشكلة كبيرة لكل الموظفين وعائلاتهم، فتلك الرواتب على قلتها كانت تسد جزءاً من احتياجات الطعام، على الأقل كان مبلغ 300 ألف ليرة كافياً لشراء الخبز اليومي حين كان سعر الربطة 400 ليرة.

وكان وزير التجارة الداخلية “ماهر خليل الحسن”، قال في تصريحات لـCNBC مؤخراً، إنه سيتم إلغاء الدعم عن الخبز بشكل كامل في غضون شهر أو شهرين كحد أقصى، مشيراً أن كلفة الكيلو 40 سنتاً، ويباع حالياً بـ20 سنتاً.

وفي اللقاء ذاته، أكد “الحسن”، أن زيادة الرواتب 400% ستكون خلال الأيام القادمة، وتوقع أن تصدر قبل 15 يناير الجاري أو مطلع شباط القادم.

وكانت حكومة النظام المخلوع، بدأت عملية رفع الدعم بشكل تدريجي منذ سنوات، ومع ذلك بقيّ الخبز مدعوماً بالدرجة الأولى، واليوم وبعد رفع الدعم عنه بشكل شبه كامل، فإن شرائح عديدة في المجتمع السوري باتت مهددة بالجوع، خصوصاً مع ندرة فرص العمل وتدني الرواتب والأجور عموماً.

صحيفة البعث تنتظر الحكومة الجديدة المرتقبة "لتشيل الزير من البير"
مواطن سوري يحمل مساعدات إنسانية – سناك سوري

المساعدات والأولوية

أعلنت عدة دول عربية إرسالها مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري، الحديث عن الأولويات قد يبدو صعباً جداً حالياً، فهناك سكان المخيمات الذين يقاسون الأمرين، ويحتاجون لمساعدات غذائية ماسة وعاجلة.

وكان برنامج الغذاء العالمي، خفض المساعدات التي يقدمها للنازحين في مخيمات شمال غرب سوريا، بنحو 70%، ما هدد الأمن الغذائي المهدد أصلاً بالنسبة للنازحين، الذين يعيش كثير منهم في خيم قماشية شبه ممزقة.

وبحسب إحدى النازحات في المخيم كما نقل عنها موقع الجزيرة مطلع العام 2024 الفائت، فإن حجم السلة الغذائية انخفض من 40 كغ قبل عامين، إلى 20 كغ عام 2023، وهي كمية لا تكفي عائلتها لأكثر من عدة أيام قليلة.

قد يبدو الحال أفضل بقليل مع السوريين الذين يعيشون ضمن منازل إسمنتية، وربما تكون تلك الميزة الوحيدة تقريباً مقارنة بسكان المخيمات، فمن يعيش في بيوت إسمنتية اليوم يواجه خطر الجوع الحقيقي، وعدم قدرة الوصول إلى الأعمال نتيجة ارتفاع أجور المواصلات بسبب تحرير سعر المحروقات.

لا شك أن سوريا تعيش أزمة إنسانية حقيقية سواء بالنسبة لسكان المخيمات أو أولئك الذين يعيشون ضمن منازلهم، والحاجة أكبر بكثير من كمية المساعدات التي وصلت حتى الآن، وهو ما يفرض على حكومة تسيير الأعمال المساعدة على تيسير الأمور المعيشية ما أمكن بالإسراع في منح الرواتب التي على قلتها تتيح للبعض شراء خبزهم على الأقل.

زر الذهاب إلى الأعلى