الرئيسيةتقارير

اتهامات لسوريا بسحب الدولار من السوق اللبنانية ما حقيقتها؟

هل يتسرّب الدولار من لبنان إلى سوريا؟ أم العكس؟

تترافق الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها “سوريا” بعد سنوات من الحرب مع أزمة اقتصادية قاسية يواجهها “لبنان” وإن لأسباب مختلفة بين البلدين.

سناك سوري _ متابعات

ورغم أن الليرة السورية تشهد تراجعاً خلال الآونة الأخيرة حالها كحال نظيرتها اللبنانية إلا أن تياراً سياسياً في “لبنان” يحاول ترويج خطاب بأن السوريين هم سبب تراجع العملة اللبنانية ونقص الدولارات في السوق.

الصحفي “خالد أبو  شقرا” حاول عبر صفحة “صوت بيروت” أن يفسّر هذه النظرية، بالقول أن العمال السوريين في “لبنان” يحولون أجورهم إلى الدولار ويرسلونها لذويهم في “سوريا”، علماً أن أجور العمال السوريين تدنت لمستويات لم تعد كافية لطعامهم وشرابهم.

ويتابع “أبو شقرا” أن فرض الحكومة السورية على كل مواطن سوري يدخل البلاد تصريف مبلغ 100 دولار عند الحدود، يساهم أيضاً في سحب الدولارات من “لبنان”، في الوقتِ الذي تستقبل فيه الحدود السورية القادمين من كل أنحاء العالم وليس فقط القادمين من “لبنان” وإن كان قدومهم عبر مطاره مثلاً.

كما أشار “أبو شقرا” إلى أن صيارفة في “لبنان” يبيعون الدولار مقابل الليرة السورية للتجار السوريين الذين يحتاجونه في الداخل، أو مقابل أراضٍ وذهب وفق حديثه، دون أن يفسّر ما الذي سيفعله الصرّافون في “لبنان” بمبالغ بالليرة السورية.

اقرأ أيضاً:بعد قرار استيراد الموز اللبناني.. سوريون خائفون على الحمضيات وآخرون بانتظاره

أما النائب اللبناني عن كتلة “اللقاء الديمقراطي-جنبلاط”، “بلال عبد الله” فقال خلال مقابلة له أمس عبر قناة “الجديد” أنه يتقدّم بإبلاغ على الهواء للقضاء بأن هناك شركات تحويل في “لبنان” ولها فروع في “سوريا” تنقل عبرها الدولارات، دون أن يسمِّ أياً من هذه الشركات.

من المفهوم أن هذا الاتهام سياسي بحت يأتي من فريق معادٍ لـ”دمشق” ويحاول تحميلها مسؤولية كل ما يحدث في “لبنان”، دون أن يستند إلى وقائع وحقائق منطقية، إذ يتجاهل مثلاً أن معظم الحوالات السورية تأتي عبر “لبنان” إلى جانب الحوالات القادمة من الخارج للسوريين في “لبنان” بالعملة الصعبة.

إلى جانب ذلك، فإن “لبنان” بات لديه مصادر دخل بالدولار بسبب “سوريا” منها الحجوزات الفندقية التي تفرض على كل سوري يدخله بصفة سياحية، أو ما يدفعه السوريون الذين يدخلون “لبنان” لحضور مقابلات السفارات، ناهيك عن المساعدات الدولية التي تأتي إلى “لبنان” بالدولار لمساعدة اللاجئين السوريين.

كما أن العقوبات المفروضة على “سوريا” تدفع التجّار السوريين للاستيراد عبر شركات لبنانية ودفع قيمة البضائع بالدولار بطبيعة الحال، وهذه العوامل مجتمعة تظهر أن الدولار يدخل إلى “لبنان” بسبب “سوريا” أكثر بكثير مما يخرج منه، وأن هذا الخطاب العدائي بعيد عن الواقع وعن فهم الاقتصاد وأقرب إلى العنصرية المبطنة بسبب الموقف السياسي لأصحابه.

اقرأ أيضاً:دراسة أممية: اللاجئون السوريون في لبنان يقلصون غذاءهم لإطعام أطفالهم

زر الذهاب إلى الأعلى