انتخابات شمال سوريا الجمعة … التصويت مقابل الخدمات

سناك سوري-آزاد عيسى

كلما عاد “أبو رافع” إلى منزله بعد رحلة عمله اليومية، استقبلته “أم رافع” بنوع آخر من النكد والنق لتلح عليه تلبية دعوة جديدة من كومين الحي (مكان يتم التسجيل فيه للحصول على بطاقة انتخابية بالقامشلي) لزيارته بأسرع وقت والحصول على بطاقة انتخابية، والمسكين “أبو رافع” يهرب من المنزل لكي لاينفذ طلبها.

“أبو رافع” الذي يفضل لقبه هذا على اسمه الشخصي يتحدث لـ “سناك سوري” عن معاناة جديدة يعيشها المواطن في محافظة الحسكة، حيث يقول: «تطلب منا الإدارة الذاتية المشاركة في انتخابات الكومينات التي ستبدأ بعد يومين مهددة إيانا بالحرمان من مازوت التدفئة لهذا العام مالم نحصل على البطاقات الانتخابية لنشارك بتلك الانتخابات، وكذلك أي خدمة أخرى تريد الحصول عليها من مكاتبهم يطلبون منك إبراز هذه البطاقة، (ترسيم سيارة، معاملة زواج … إلخ».

ويضيف:«بالمقابل فإن مؤسسات الحكومة بدورها تراقبنا وتسجل أسماء الأشخاص الذين يتعاملون مع مؤسسات الإدارة الذاتية التي يعتبرونها إدارة غير شرعية، وأنا اليوم بين نارين فـ “ويلي” من الكومين والحرمان، و”ويلي” من الحكومة إن طلبتني للتحقيق وحلوها إذا بتنحل، (أحسن شي المواطن ينتحر ويرتاح بلك بتلتغى مشاكلهن)».

والد رافع يعيش بقلق كبير، ويضرب أخماسه بأسداسه دون أن يجد الحل، ومثله غالبية سكان هذه المدينة التي قدر لها أن تمتلك مرجعيتان بعشرات القوانين والأوامر المختلفة وما على المواطن إلا أن يتعلم كيف يتلون ليرضي الطرفين من أصحاب القرار “الإدارة الذاتية” و”الحكومة السورية”، يقول “خالد” وهو أحد الرافضين لما يسميها سلطات الأمر الواقع بالحسكة لـ “سناك سوري”: «بالنسبة لي هي انتخابات غير شرعية، لكنني أعيش في منطقة تسيطر عليها الإدارة الذاتية وبالتالي علي أن أشارك مرغماً وإلا فإنني سأحرم من الخدمات الأساسية للمعيشة التي توفرها الإدارة بعد فرض سيطرتها على المؤسسات والموارد».

وبينما تؤرق المعضلة السابقة سكان محافظة الحسكة، تصر الإدارة الذاتية على إجراء انتخابات الكومينات يوم الجمعة 22 أيلول الجاري، ويبين مصدر من الإدارة الذاتية لـ “سناك سوري” طبيعة تلك الانتخابات بالقول: «الكومينات هي دوائر مدنية تابعة للإدارة الذاتية توجد في كل حي وفي جميع القرى التي تكون خاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، هدفها تأمين الخدمات والحاجات اليومية لمواطني الحي من محروقات وخبز وكهرباء ومياه وهذه المؤسسة جديدة على أبناء المنطقة».

ورغم أن الإدارة الذاتية تقول إن الهدف من الكومينات هو تأمين احتياجات المواطن اليومية من محروقات وخبز وكهربا ومياه وغيرها، فإنها تهدد كل مواطن لا يشارك في تلك الانتخابات بحرمانه من تلك الخدمات، (يعني تعطينا صوتك بتاخد الخدمات ما تعطينا تاخد علقة).

ويتابع المصدر حديثه فيقول: «ستجري الانتخابات ليوم واحد هو يوم الجمعة 22 أيلول، من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء، فيما يخص شروط المرشح والمنتخب فيجب ألا يقل عمره عن الـ 18 عاماً وغير محكوم بجناية أو جنحة مخلة بالثقة العامة، وأن يجيد القراءة والكتابة، أو من ذوي التجارب السابقة في الكومين، وأن لا يكون من أفراد القوات المسلحة والأمن، وأن يكون ناخباً في الدائرة الانتخابية التي يرشح نفسه عنها، أمّا عدد الكومينات في القامشلي 256 كوميناً، لكل كومين صندوق انتخابي عدد المرشحين من الرجال 435 ومن النساء 413».

وعلى الرغم من وجود بند واضح في قانون الإنتخاب حول منع القوات المسلحة والأمن من الترشح إلا أن الأهالي يتهمون الإدارة بأنها ستنجح القائمة المدعومة من الجناح العسكري والتي تضم أيضاً عسكريين قالوا إنهم تركوا العمل المسلح.