إقرأ أيضاالرئيسيةيوميات مواطن

سعر الطيران الداخلي: الأسعار التي يدفعها الناجون من “داعش”

سعر الطيران الداخلي: الأسعار التي يدفعها الناجون من “داعش” – سناك سوري – آزاد عيسى

بعد رحلة مريرة عنوانها الهرب من قبضة داعش في دير الزور والوصول إلى القامشلي. فوجئت السيدة “أم محمود” بطلب الإدارة الذاتية وجود كفيل لها حتى تستطيع الإقامة في المدينة. تقول “أم محمود”:لم أكن قادرة على تأمين كفيل للبقاء في المدينة. وبالتالي أجبرت على المغادرة.

تمكنت السيدة أم محمود من إقناع عناصر الإدارة الذاتية أنها مسافرة إلى دمشق وهي تحتاج فقط عبور القامشلي للوصول إلى المطار والسفر إلى وجهتها. وهنا اعتقدت أن الهم انجلى والفرج بات قريباً. حتى وصلت لأرض المطار.

في المطار حكاية أخرى من المعاناة. تقول “أم محمود”: في المطار انتظرت ليومين كاملين وقد تعرضت لشتى أنواع الابتزاز من ارتفاع باهظ في أسعار المأكل والمشرب وصولاً إلى تسعيرة “الدخول إلى الحمام” والتي تنافس الدخول إلى متحف اللوفر. وبعد التوسل والترجي تمكنت من حجز مقاعد لي ولأطفالي وباتت دمشق الحلم قريبة جداً.

لكن السيدة الستينية فوجئت مرة أخرى فسعر تذكرة الطيران الداخلي إلى دمشق لم يكن “20100” كما هي التعرفة الرسمية بل تجاوزت ذلك المبلغ بكثير حتى وصلت إلى “50” ألف للشخص الواحد. سألت أم محمود عن سبب الإختلاف في سعر التذكرة بين الإعلان والواقع فقالوا لها: “إذا مو عاجبك أعطي دور لغيرك ممن يدفع”. ولم يكن أمامها أي خيار فالطائرة هي وسيلة العبور الوحيدة بين المناطق الشرقية والعاصمة دمشق.

اقرأ أيضاً: دمشق تعلق على عودة الطيران المدني التركي للأجواء السورية

“20100” للتذكرة الواحدة هو السعر الذي حددته وزارة النقل للسفر من القامشلي إلى دمشق. إلا أن شركات النقل الخاصة لا تلتزم بها. على عكس السورية للطيران وهي الشركة الحكومية.

الصحفي خليل هملو يوضح ماحصل مع والدته

سناك سوري راجع الشركتين في القامشلي للحصول على رد إلا أنهم قالوا إنه ليس من صلاحيتهم الإجابة على أسئلة الصحفيين. فما كان منا إلا أن راجعنا مكتب الطيران الحكومي فكان جوابهم أيضاً بأن لا علاقة لهم بالموضوع. فلم يبقى أمامنا إلا الذهاب للطيار ونسأله فلا معنيين في تلك المنطقة على مايبدو؟

والدة الزميل الصحفي “خليل هملو” كانت أيضاً إحدى ضحايا شركة الطيران. حيث احتاجت لأيام حتى تتمكن من حجز طائرة عن طريق ولدها الذي استخدم علاقاته مضطراً لتأمين أمه بعد أيام من العناء في مطار القامشلي. ولولا أن لها ولداً مثل “خليل” لكانت احتاجت أن تدفع عشرات الآلاف حتى تتمكن من الوصول إلى دمشق. ومن يدري ربما دفعت.

مصادر محلية في القامشلي أكدت لـ سناك سوري أنهم وضعوا الوزير بصورة كل مايحدث. وقالت المصادر إن وزارة النقل  على علم كامل بكل ما يحدث من تجاوزات.

يذكر أن والوضع بات حرجاً جداً فجميع المسافرين هم من المرضى والطلاب الذين يعجزون عن تحمل كلفة السفر الباهظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى