
يستمر إضراب السجناء السوريين في سجن رومية اللبناني منذ 11 شباط الفائت، مطالبين الحكومتين اللبنانية والسورية بتنفيذ الاتفاق الذي تم الإعلان عنه رسمياً إبان زيارة الرئيس “نجيب ميقاتي” إلى دمشق، وينص على استرداد كافة المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.
سناك سوري-متابعات
وبحسب المرصد اللبناني لحقوق السجناء، فإن عدد المضربين عن الطعام بلغ 125 حتى أمس الأربعاء، وقال إن بعضهم أُسعف إلى المشفى بحالة صحية سيئة، وآخرون مستمرون في إضرابهم، مؤكداً أنه لم يتم التواصل مع السجناء لا من قبل مسؤولين سوريين أو حتى لبنانيين.
تواصلت “المجلة” مع سجناء سوريين مضربين عن الطعام، في “المبنى بي” من سجن رومية، والذي يضم موقوفين إسلاميين ومتهمين بالعمليات الإرهابية والاعتداء على أمن الدولة.
وفي تقرير لها نقلت مجلة المجلة شهادات بعض السجناء، في المبنى “بي” من سجن رومية، والذي يضم موقوفين إسلاميين ومتهمين بالعمليات الإرهابية والاعتداء على أمن الدولة، ومن بينهم سجين (لم تذكر اسمه)، قال إنه من حمص لجأ إلى لبنان عام 2014 وكان عمره حينها 16 عاماً، حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن المؤبد متهمة إياه بالإرهاب، مضيفاً أنها رفضت طلبه بتمييز الحكم ومايزال في السجن منذ 11 عاماً، أصيب خلالها بالربو كما أنهم محرومون من الطبابة على حد تعبيره.
السجين السوري يؤكد أنه مستمر بالإضراب عن الطعام حتى يتم نقله وزملاؤه إلى سوريا، وقال: «نحن لم نضرب عن الطعام لنموت أو لنلحق الضرر بأنفسنا، إنما ليهتم الشعب السوري بأمرنا».
ويقول السجين “حسن حربا”، إنه هرب مع عائلته من القصير ملتجئاً إلى لبنان عام 2013، حيث عمل ببيع مشتقات الحليب، حتى قرر زيارة الأمن العام اللبناني لتسوية أوراق إقامته، فاستدعاه الضابط للتحقق من هويته واتهمه بالمشاركة في معركة عرسال ضد الجيش اللبناني عام 2014، وأكد “حربا” للضابط اللبناني أن اسم ابن عمه الضابط المنشق عن جيش النظام السوري يحمل الاسم ذاته، وأخبره بأنه لم يحمل سلاحاً طيلة حياته ولم يشترك بالثورة.
مصدر أمني لبناني: 32% من سجناء رومية سوريون، و55% من السجناء السوريين في لبنان لم يحاكموا بعد.
ومع ذلك لم يقتنع الضابط وأحاله إلى الأمن العام في بعلبك، ثم فرع المخابرات في أبلح، وهناك حققوا معه تحت الضرب والتعذيب بالكهرباء طيلة 3 أيام، لينتقل بعدها إلى وزارة الدفاع، فالمحكمة العسكرية التي وضعته بسجن انفرادي، وبحسب “حربا” فإنه اعترف تحت التعذيب باختطاف عسكريين لبنانيين، ليتم نقله بعدها إلى سجن رومية.
وأضاف: «خضعت لجلسة الحكم الأخيرة عام 2020 حيث حكم علي بالسجن المؤبد والأعمال الشاقة. ولم يرضَ القضاة النقض بالحكم، رغم كل محاولات محاميتي وإثباتها تشابه الأسماء من خلال شهود ووثائق».
ويقول مصدر من قوى الأمن الداخلي اللبناني، في تصريحات نقلتها المجلة دون أن تذكر اسمه، إن عدد السجناء السوريين في سجن رومية يبلغ 1120 سجيناً من أصل 3469 سجيناً، أي نحو 32 بالمئة من السجناء، مشيراً أن باقي السجون اللبنانية تحتجز اليوم 500 سجين سوري، و90 سجينة سورية، و55 بالمئة من السجناء السوريين في لبنان موقوفون لم يحاكموا بعد.
وبينما يستمر إضراب السجناء السوريين في سجن رومية وسط تجاهل رسمي لمطالبهم، تبقى قضيتهم شاهداً على معاناة تمتد خلف القضبان، حيث يُحرم المئات من محاكمة عادلة أو حتى فرصة للدفاع عن أنفسهم. فمتى يجد هؤلاء السجناء طريقهم إلى العدالة والحرية كما سجناء صيدنايا وباقي السجون السورية؟