الرئيسيةحرية التعتير

“إسراء قداح”.. ضحية السخانة والبرد والحرب!

الطلبة في المدينة الجامعية بدمشق يستخدمون “السخانة”رغم خطورتها لانعدام وسائل التدفئة الآخرى.. “إسراء قداح” ضحية جديدة لماذا؟

سناك سوري – متابعات

توفيت الطالبة الجامعية “إسراء قداح” يوم أمس الجمعة، بعد اختناقها بدخان الحريق الذي سببته “السخانة”، التي تستخدمها هي وزميلاتها، لرد البرد القارس عنهن، في ظل غياب أيه حلول قدمتها إدارة المدينة الجامعية بدمشق لمواجهة الشتاء، لتفارق “قداح” الحياة بطريقة هزيلة، تُثير العديد من التساؤلات عن الأسباب التي تمنع الجهات المعنية من تأمين مصدر آمن للتدفئة.

الغرفة بعد الحريق

“قداح” التي تدرس في جامعة دمشق وهذا عامها الأول في الجامعة، وتجربتها الأولى مع السكن الجامعي، ذهبت ضحية الإهمال، وعدم الاكتراث بخطورة استخدام “السخانة” التي تنتشر في غرف المدينة الجامعية بدمشق، والتي يجدها الطلبة الحل الوحيد رغم خطورتها للتدفئة والطهي.

الوكالة الرسمية للأنباء في سوريا “سانا” نقلت خبر وفاة “قداح” بأربعة جُمل مُختصرة قالت فيها إن «حريق أدى لوفاة طالبة في المدينة الجامعية بدمشق، نتيجة استنشاقها كمية من الدخان، وتم نقلها إلى مستشفى المواساة، ومازال سبب الحريق مجهولاً».بينما قالت صفحات ومواقع “السوشل ميديا” وحتى أصدقاء الضحية أن «سبب الوفاة هو “السخانة” المستخدمة للتدفئة في ظل البرد القارس».

اقرأ ايضاً: حادثة غامضة.. وفاة أم وأطفالها الثلاثة اختناقاً بالغاز في “حمص” (محدثة)

“عامر أحمد” أحد زملاء الطالبة “إسراء” قال لموقع “روسيا اليوم” إن «زميلاتها في الوحدة السادسة حاولن مساعدتها، لكنهن لم يتمكن من ذلك، وكنّ بانتظار وصول رجال الإطفاء الذين وصلوا بعد ساعة، كانت فيها “إسراء” استنشقت كل ما يمكن من دخان الحريق»، مؤكداً أن «وضع التدفئة في المدينة سيء، كما أن أنابيب التدفئة المركزية بحاجة لإصلاح، والطلبة لا يعرفون كيفية استخدام إسطوانات الإطفاء الموجودة في الوحدات الجامعية».

نافذة الغرفة بعد الحريق-روسيا اليوم

مدير المدينة الجامعة “أحمد واصل” الذي تحدث قبل أسابيع لصحيفة “تشرين” عن الوضع المثالي والتحسنات التي شهدتها المدينة الجامعية بالنسبة للخدمات المقدمة للطلبة، علّق على حادثة وفاة “قداح” للصحيفة ذاتها بالقول «هناك قراراً ناظماً من الجهات الإدارية منذ العام الفائت، بعدم تشغيل التدفئة، والاقتصار على تشغيل المولدات، وتسخين الماء لأن كميات الوقود مخصصة لهذين الغرضين فقط ولا تكفي للتدفئة».

إدارة المدينة الجامعة كانت تخطط بحسب “واصل” لتشغيل التدفئة في وقت الامتحان فقط كما في العام السابق نظراً لوجود جميع الطلاب في غرفهم.

“واصل”، برر السماح باستخدام “السخانة” داخل غرف الطلبة، التي يتجاوز عددهن الـ 7 طالبات أحياناً في الغرفة الواحدة، بالقول «في ظل عدم وجود تدفئة سُمح للطالبات باستخدام السخانات الكهربائية شرط الاستخدام السليم لها!».

وفي بداية العام الحالي 2019، ذهب أيضاً سبعة أطفال أخوة ضحية “الماس” الكهربائي الذي سببته “مدفأة” كهربائية، لتشهد دمشق حادثة من أكثر الحوادث مأساوية، وتُعاد الآن وتكرر لكن هذه المرة ضحيتها الطالبة “إسراء قداح”، التي حاولت مع زميلاتها أن يحصلن على بعض الدفء، فشغلوا “السخانة”، بعد أن فقدوا الأمل من اهتمام الإدارة أو الجهات المسؤولة بإيجاد حل أقل خطورة لرد البرد.

اقرأ أيضاً: “دمشق” تنام على وقع الكارثة.. والدان يخسران أطفالهما السبعة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى