مصور النجوم عاتب على الفيسبوك
سناك سوري-عمرو مجدح
في مدينة “القامشلي” شمال “سوريا” التقطت عيناه أول الجماليات ثم انطلق حاملاً كاميرته نحو عالم الأضواء منذ منتصف الثمانينات وتنقل بين عدة عواصم فعرفته استديوهات “دمشق” و”القاهرة” و”بيروت” واقترب من نجوم لن تتكرر أسمائهم في سماء الفن.
“أوهانيس سركسيان” أو مصور المشاهير كما يطلق عليه هو واحد من أهم الأسماء اللامعة التي اشتهرت في عالم الصحافة الفنية، ولكل صورة لديه حكاية ويعترف أن النجمتان الأقرب لقلبه واللتان يصفهما بالأكثر وفاء سمراء البادية “سميرة توفيق” أشبينة زوجته وعرابة أبنائه ومطربة الجيل “ميادة الحناوي” الصديقة الصدوقة، كما يصفها أيضاً.
فعلى الرغم من كل تلك الشخصيات البارزة والتي كان مقربا منها في الفن إلا أنه عندما قرر الهجرة نحو أوروبا في بداية الألفية الثالثة اختفى كل النجوم الذي كانوا حوله وبقيت “سميرة” و”ميادة”.
يتذكر “أوهانيس” تلك الصورة التي التقطها في سابقة صحفية وهو يجمع بين قطبين في الغناء الشرقي ميادة الحناوي وماجدة الرومي وتصدرت غلاف مجلة ألوان الشهيرة آنذاك ويحكي عن صورة أخرى كانت الأولى التي جمعت ميادة الحناوي وأصالة بعد خلافهما قائلا لـ”سناك سوري”: «في حفل زفاف الزميل ربيع هنيدي في الشام يومها طلب مني معتمداً على خبرتي وصداقتي مع النجوم بالصلح ما بين ميادة الحناوي وأصالة نصري بسبب خلاف كان بينهما وكان حسب معلوماتي طرفاً في سبب الخلاف، كانت السيدة ميادة قادمة من دون معرفة بوجود أصالة والإثنتان في صالة الحفلات كل واحدة على طاولة بعيدة عن الأخرى ذهبت وسلمت على أصالة كونها كانت أيضاً وقتها صديقة مقربة جداً مني طلبت منها إذا كان هناك مجال أن تنضم إلى طاولة ميادة الحناوي».
يضيف: «فجأة انتفضت وقالت: “حبيبة قلبي ميدو هون وينها” (هي كانت على معرفة بوجودها!) وأخدت بيدها وأوصلتها إلى طاولة السيدة ميادة ولحقنا زوجها آنذاك أيمن الذهبي، ومن بعد السلام والبوس والعتب جلست أصالة بجانب الست ميادة والتحق بنا الكبير دريد لحام و زوجته والفنان حسام تحسين بك وطبعاً أخذت كاميرتي وصورت لقاء المصالحة وليلتها غنت أصالة أغنية للسيدة ميادة فردت عليها ميادة بأغنية لأصالة “سامحتِك سامحتِك كتير”».
اقرأ أيضاً: “ميادة بسيليس” لمنتقديها: أنا رضيانة بحالي
اللقاء الأول لـ”أوهانيس” مع الممثلة القديرة “منى واصف” لم يكن عابراً، كما يقول ويضيف لـ”سناك سوري”: «كان لي الشرف أن ألتقي بها بعد أن رأت بعض صوري لدى ميادة الحناوي وأعجبت بالصور سائلة عن المصور، نزلت من بيروت إلى دمشق خصيصاً من أجلها واتصلت بها وأعطتني موعداً في دار نقابة الفنانين، وهناك انتظرتها في الصالون كان عندها اجتماع كونها كانت رئيس النقابة».
عندما انتهى الإجتماع خرجت “واصف” وتوجهت نحو رجل في الـ ٦٥ من عمره تقريباً ترحب به أشد ترحيب وسط ذهول الرجل غير المصدق لما يحدث لدرجة انعقد لسانه أمام هذا الترحيب، وفق “أوهانيس” مضيفاً: «مباشرة اكتشفتُ سوء التفاهم وتوجهت نحوها معرفاً عن نفسي، ووسط ذهولها واستغرابها مرة تنظر إلي ومرة للرجل وفجأة انتبهت للأمر وتوجهت نحوي بعد اعتذارها من الرجل (قمة التواضع) اعتذرت مني قائلة: بعتذر على هالغلط افتكرته هو انت، يا عمي ليش افتكرتك كبير بالسن ولابس “طاقية” قد ما صورك فيهم احتراف (كلامها هذا جعل رأسي يدق بالغيم)».
وبعد سيل من الضحكات الجميلة بين الإثنان، بدأ العمل الجاد، يقول “أوهانيس”: «لم تعترض أبدا في كل ما كنت أطلبه منها “ريحتني كتير” وخاصة تخلل بعض “القفشات” المضحكة على جو التصوير، وكانت واحدة من أجمل اللحظات التي مرّت في حياتي، وطبعاً التقيت بها أكثر من مرة بعد ذلك وكانت دائماً رائعة كعادتها».
مصور النجوم عاتب
وعن كواليس بعض الصور التي التقطها مثل صورة سلمى المصري ورغدة يقول: «”سلمى المصري” يوم تعرفت عليها كان ذلك أثناء تمثيلها مسلسل “الخشخاش” ١٩٩١ من روائع الدراما السورية، هي إنسانة قريبة من القلب قمة التواضع، مرحة صادقة خفيفة الظل تعشق ابتسامتها التي لا تفارق وجهها البشوش الجميل، محدثة لبقة وممثلة قديرة وأما النجمة “رغدة” التقيتها عندما زارت بيروت في فترة أواسط التسعينات بدعوة من نقابة الفنانين المحترفين في لبنان مع وفد رفيع المستوى أتذكر منهم القديرة الرائعة سناء جميل والصحفي القدير لويس جريس، محمود حميدة، إيناس الدغيدي وطلبت حينها من “رغدة” أن أخذ لها بعض الصور على انفراد ولم ترفض رغم الزحمة في المكان وضيق الوقت وكانت هذه الصورة وغيرها خلال ثواني».
يعتب “أوهانيس” على بعض أصحاب الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”انستغرام” المهتمة بنشر الصور والأرشيف الفني حيث تنسب صوره لنفسها وتتجاهل الحقوق الأدبية للمصور الحقيقي أو تقوم بإقتطاع الصور وحذف توقيعه من عليها لكن ذلك لا يمكن أن يغيب العدسة التي عرفت الكثير من الوجوه أمثال الشحرورة صباح، جوليا بطرس، نجوى كرم، دريد لحام، عباس النوري، بوسي ونور الشريف، ليلى علوي، يسرا، سماح أنور، لبلبة والعديد من الأسماء التي لن يكفيها كتاب واحد ليحكي قصص كل صور خلد فيها لحظة من لحظات العمر.
اقرأ أيضاً: “نادين خوري” والحكاية من “حب التوت” إلى “أمينة”