أول صندوق اقتراع بعد سقوط النظام.. القطيفة تنتخب مجلس أعيانها
القطيفة تنتخب... النساء يشاركن بالتصويت وتغبن عن الترشح
![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2025/01/received_945061784235585.jpeg)
انتخبت مدينة القطيفة يوم الجمعة الفائت مجلس أعيان، لتتذوق المدينة للمرة الأولى معنى الديمقراطية التي تكررت على مسامع أبنائها بالمدارس والإذاعات وأسفل الشريط الإخباري دون أن يعيشوها واقعاً قبل اليوم.
سناك سوري_ناديا سوقية
المجلس المنتخب لن يلغي المجلس المحلي الذي فرض تشكيله المجلس العسكري الخاص بالمنطقة ولكنه سيقيم عمله ويأخذ دوراً رقابياً على عمل المؤسسات في المدينة وعمل المجلس المحلي ذاته.
فكرة مجلس أعيان القطيفة المنتخب، أطلقها الطبيب “يوسف شحادة” عبر منشور له في فيسبوك، قبل أن تلاقي قبولاً اجتماعياً ويتم تنفيذها. وقال “شحادة” لـ”سناك سوري”:«التأييد من فئة الشباب كان أكثر من كبار السن لأنهم متحمسين ومتحفزين ليصنعوا مستقبل أفضل لسوريا، حتى أن البرنامج الانتخابي كان عبارة عن تطبيق تم تطويره بمساعدة شاب من القطيفة ليتيح الانتخاب لمغتربي المدينة».
وكحالة طبيعية واجهت المبادرة بعض التحديات، مثل رفضها من قبل البعض بداية، لعدم وجود صفة رسمية لمقترح الفكرة، كذلك صعوبات تتعلق ببعض الأشخاص الذين خاضوا نقاشاً حول إن كانت الانتخابات “حلال أم حرام”، ومعارضة عدم تمثيل كل العائلات في المجلس، ومع ذلك يقول الطبيب إنهم تغلبوا على تلك التحديات ونفذوا فكرتهم بنجاح، ليكون الفارق بين المقترح والانتخاب 10 أيام فقط.
ويقدر عدد سكان مدينة القطيفة بأكتر من 20 ألف نسمة، وتختلف طبيعتها عن أقرانها بريف دمشق والقلمون تحديداً.
الفراغ المجتمعي هو السبب
دفع الفراغ المجتمعي في مدينة القطيفة الطبيب “شحادة” لاقتراح الفكرة، مؤكداً أن الفراغ ليس وليد اليوم، إنما بدأ منذ إقصاء المخاتير في زمن الوحدة مع مصر قبل عقود طويلة، واستمر إقصاء النخب المثقفة التي ناهض معظمها حزب البعث، حتى الوصول لقطيفة بمخاتير مفروضة، ومجتمع بفراغ قيادي، وهو أمر مقصود من النظام السابق، بحسب شحادة.
الفكرة تحولت إلى اجتماع لمناقشتها حضره حوالي 1000 شخص ترشح 50 منهم ليتنافسوا في الانتخابات التي فاز بها 9 أشخاص، وتم بث الجلسات عبر صفحات المدينة العامة بالفيسبوك.
![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2025/01/٢٠٢٥٠١٠٣_١٥٤٩٣٦-scaled-1.jpg)
صفات مجلس الأعيان أو الاستشاري
تميّز المجلس بكونه منتخب، بعيداً عن اقتراح أسماء تفرض على أهالي المدينة، كإملاء أو بالتفويض الوراثي من عائلة كبيرة، ومختار ابن مختار. واتفق الجميع على أن يكون متوسط عمر المرشحين 40 عاماً. بينما اقتصر الترشيح على الذكور وغابت عنه النساء لكنهن حضرن كناخبات.
مهمات المجلس المنتخب، تقتصر على إصلاح ذات البين، والرقابة على عمل المؤسسات الخدمية، من دون توفير الخدمات، إنما المطالبة بها باسم المدينة.
كذلك من مهامه تمثيل القطيفة أمام السلطات الحالية والمساعدة في أي تعيينات قادمة للمؤسسات في البلدة، بهدف ترشيح الأشخاص الأكفاء.
آمال الشباب على أكتاف المنتخبين
بمركزين انتخابيين هما مركز خدمة المواطن وصالة عزاء في القطيفة أجرى الأهالي انتخاباتهم في صناديق انتخابية يحفظها شباب تطوعوا لأول عمل ديمقراطي في مدينتهم، بينما كان الإقبال على الانتخابات بين الشباب لافتاً.
تقول “تسنيم” 22 عاماً، تنتخب لأول مرة عن قناعة ورضا، وقالت لـ”سناك سوري”، إنها انتخبت عدداً من الأسماء الذين تثق بأنهم سيساهمون بتحسين الوضع المتردي، متمنية أن يكونوا عند حسن ظنها.
أما “محمد” الطبيب العشريني، رأى بأن خطوة الانتخابات مهمة للمراحل القادمة، وقال إنه اختار من سينتخبهم بناء على خبرتهم الاجتماعية وامتلاكهم الطاقة لتقديم ما هو مفيد للمدينة.
وما يزيد فرص التفاؤل في القطيفة هو فرحة أهلها وتثمين غالبيتهم للمبادرة الفردية التي بجهود وإيمان البعض منهم تحولت لمبادرة مجتمعية، تزيد من شعور الانتماء للمدينة التي لم يرتبط باسمها في الحقبة الماضية إلا الحاجز العسكري.
![انتخابات مجلس استشاري في مدينة القطيفة](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2025/01/٢٠٢٥٠١٠٣_١٥٠١١٨-scaled-1.jpg)