الرئيسيةسناك ساخن

أسعد الشيباني يزور دول الإقليم.. التطمين والبحث عن الدعم

تأجيل مؤتمر الحوار وزيارة أبو ظبي.. دمشق تبدي مرونة وبراغماتية

من السعودية بدأ وزيرة خارجية سوريا “أسعد الشيباني” جولة عربية سياسية هي الأولى للسلطة الجديدة في سوريا والتي أرسلت رسائل لدول الجوار “التطمين، والبحث عن دعم”.

سناك سوري- خاص

شكلت السعودية المحطة الأولى للخارجية السورية في جولتها الأقليمية التي توقع كثيرون أن تبدأ من “قطر” أو “تركيا”، لكن بدايتها كانت من “الرياض” العاصمة التي بدأ معظم مسؤولي مابعد الربيع العربي عهودهم منها.

في الرياض أرسل وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال “أسعد الشيباني” رسائل واضحة للسوريين أن الخارجية في خدمتهم وأعلن تقديم الخدمات القنصلية مجاناً.

وقال “الشيباني”، إنه نقل إلى السعودية رؤية وطنية تتمثل بتأسيس حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة وتشمل كل المكونات السورية، مشيراً أن الرؤية الوطنية تتضمن العمل على إطلاق خطة تنموية اقتصادية، للنهوض بالواقع المعيشي.

هذا في العلن لكن خلف الكواليس فإن “الشيباني” وفق ماتقول مصادر سناك سوري حمل للسعودية رسائل تطمين أن دمشق لن تكون مصدراً لأي إزعاج للإقليم. وأنه لا تصدير للفكر الجهادي ولا للتطرف ولا للكبتاغون. كما تطرق لمواضيع الدعم وحاجة دمشق لمساعدة إخوانها العرب.

في الرياض استقبلت الزيارة بشكل إيجابي فاختيار المملكة العربية السعودية كأول دولة في الجولة ترك انطباعاً جيداً لدى المسؤولين في السعودية. وقد أعربت الرياض عن انفتاح كبير على تقديم المساعدة الإنسانية والمساعدة الإدارية وفي موضوع بناء الجيش.

مصدر دبلوماسي في السفارة السعودية بدمشق قال لـ سناك سوري عقب زيارة الشيباني إلى السعودي:«الرياض تراقب الجهاديين السعوديين في سوريا وخطابهم وتريد ألا يكونوا مصدر إزعاج لها». وأشار المصدر أن الرياض أبلغت دمشق بضرورة أن يكون الحوار الوطني شاملاً للجميع وناجحاً وضامناً لوجود شراكة وتمثيل في السلطة لكل مكونات سوريا.

الشيباني يكمل جولته الخليجية.. الدوحة وأبو ظبي

“الشيباني” الذي بدا في أول مؤتمر صحفي خارجي له قليل الخبرة في المؤتمرات الصحفية وتلعثم كثيراً في عمّان إلا أن خطواته وحركته الدبلوماسية بدت ناضجة وخبيرة.

فقد حط رحالة بالدوحة بعد الرياض، فالعاصمة القطرية التي حافظت على سفارة الإئتلاف السوري فيها رغم كل المتغيرات والتقارب العربي مع الأسد تشكل اليوم أهم حليف للسلطات السورية الحالية.

ويعول كثيراً على قطر في تقديم مساعدة لوجستية وفنية ومالية لسوريا في المرحلة الحالية نظراً لعلاقتها الجيدة مع السلطة وقدرتها على المساعدة المالية.

في الدوحة سمع “الشيباني” كلاماً يسره عن استعداد قطر لتقديم الدعم والمساعدة لسوريا بما في ذلك المناصرة الدولية لرفع العقوبات عن سوريا. بينما استغل “الشيباني” وجوده في قطر للمطالبة برفع العقوبات عن سوريا. وقال أيضاً: «نرجو من جميع الدول العربية والأجنبية احترام سيادة الشعب السوري وأراضيه».

مسار الرحلة الذي بدأ في الرياض وانتقل إلى قطر وصل سريعاً “أبو ظبي” في زيارة لم يتوقعها الكثيرون نظراً لخطاب سكاي نيوز عربية الذي يُنظر إليه أنه يعبر عن الموقف الإماراتي الرسمي والذي مازال يصف المسؤول عن العمليات العسكرية “أحمد الشرع” باسم “أبو محمد الجولاني” وهو الاسم الحركي له عندما كان زعيماً لجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام.

زيارة “أبو ظبي” أظهرت براغماتية ومرونة لافتة لدى السلطات السورية الجديدة وقد قوبلت بحسب المصادر التي رافقت “الشيباني” بإيجابية لدى حكومة الإمارات.

بالمقابل قال مصدر لـ سناك سوري إن أبو ظبي والرياض أكدا على بيان العقبة وضرورة احترام تفاصيله وأنهم متمسكون به أو بروحية ماتضمنه من خطوات.

وأشار المصدر إلى أن الرياض وأبو ظبي أشارا إلى أن الأردن مازال يمثل المجموعة العربية وأن “أيمن الصفدي” وزير الخارجية الأردني يطلع بدور مهم ويجب البناء معه لتطمين دول الجوار والإقليم.

الشيباني حط في الأردن اليوم.. حوار وطني شامل للجميع ولجنة تحضيرية

شكّلت عمّان آخر محطات جولة “الشيباني” حالياً والتي بدأها بشكل أساسي للإجابة على تساؤلات الدول حول الدولة السورية الجديدة. وقال “الشيباني” في مؤتمر الصحفي مع نظيره الأردني أن الوضع الجديد في سوريا أنهى التهديدات التي كانت تواجه الأردن وعلى رأسها تهريب الكبتاغون، وأكد العمل على استثمار التنوع داخل سوريا في بناء الدولة السورية في المستقبل.

التطمينات التي قدمها “الشيباني” لاقت أصداءً طيبة في عمان وقبل في الرياض وأبو ظبي عموماً وهذا ما أكده لسناك سوري مصدر إعلامي مقرب من وزارة الخارجية الأردنية اليوم وقال إن “الصفدي” نقل لـ “الشيباني” الارتياح المبدئي لزيارته التي أجراها للدول الثلاث وأنهم ينتظرون التغييرات الإيجابية في سوريا.

النتائج الإيجابية ظهرت سريعاً في “عمّان” عندما أكد “الشيباني” تأجيل موعد الحوار الوطني الذي كان مُزمعاً إقامته في أول أسبوعين من كانون الثاني الجاري. وبين “الشيباني” أنهم بصدد تشكيل لجنة تحضيرية موسعة للحوار الوطني تستوعب التمثيل الشامل للسوريين. وتصريح “الشيباني” هذا يطمئن السوريين أيضاً بعد القلق الذي شكلته اللجنة التحضيرية السابقة والتي كانت من لون واحد.

بدوره قال وزير الخارجية الأردني، “أيمن الصفدي”، إنهم سيقدمون كل الدعم الذي يستطيعونه للشعب السوري، معتبراً أن استقرار سوريا وأمنها استقرار للأردن ولأمنه وبناء سوريا مصلحة أردنية، وأضاف أن الإدارة الجديدة في سوريا تواجه تحديات كبيرة ويجب إعطاؤها الوقت لمواجهتها.

بقي أن نشير إلى أنه رافق وزير الخارجية “أسعد الشيباني” في جولته وزير الدفاع “مرهف أبو قصرة” ورئيس الاستخبارات العامة “أنس خطاب”.

وزير الخارجية السوري: هوية سوريا الجديدة ستقوم على تحقيق سيادة الشعب والحوار الصريح مع دول الجوار.

زر الذهاب إلى الأعلى