إقرأ أيضاالرئيسيةتقارير

أسعار العقارات في “السويداء” .. يا روحك بتطلع .. يا بتطلع روحك

في “السويداء” دخل الموظف ثلاثين ألفاً، وأجار بيته أربعين

سناك سوري – رامي أبو اسماعيل

رغم النهضة العمرانية الكبيرة في محافظة “السويداء”، والكساد الكبير في الشقق السكنية، بالإضافة لضعف حركة البيع والشراء على المستوى العقاري، إلا أنه ما تزال أجار العقارات مرتفعة نسبة لأصحاب الدخل المحدود، والتي لا تتناسب مع دخلهم الشهري كحال الموظفين الحكوميين.

أحلام صغيرة

يسعى المواطن السوري منذ عشرات السنين لاقتناء منزل يكون بحجم أحلامه (أو أصغر بمقاس)، قسم كبير حالفه الحظ قبل بداية الحرب السورية، حيث كانت الجمعيات السكنية ماتزال في نشاطها كما هي القروض العقارية، أما الذي فاته القطار فلا يزال يعاني من تبعات حظه العاثر.

يقول فراس (36 عام) وهو موظف حكومي: «قبل بداية الحرب كنا نحلم ونعمل من أجل اقتناء منزل عن طريق الجمعيات السكنية أو القروض، فقد كانت نسبياً ممكنة، ولكن مع بداية الحرب السورية والغلاء الكبير في أسعار العقارات، وجمود الراتب، فحتى الحلم أصبح مستحيلاً، وخاصة في مدينة “السويداء».

يتجاوز سعر المتر الواحد في قلب المدينة 100 ألف ليرة سورية، وفي بعض المناطق “الأرستقراطية” تنافس “السويداء” نظيرتها “باريس” بالأسعار

حارة كل مين إيدو إلو

تغيب مؤسسات الدولة المسؤولة عن ضبط أسعار العقارات، فلا قانون ينظم سعر آجار الشقق السكنية أو المحلات التجارية بحسب المساحة أو الموقع والكسوة، وفي التعديل الأخير لقانون الإيجارات رقم 20 الصادر عام 2015 تم إلغاء بند التخمين الذي كان في بعض الأحيان ينصف المستأجر.

يقول المحامي عبد الله (27 عام): «لا يوجد نظام يلزم المؤجر بسعر معين للإيجار، وهذا ما جعل أسعار آجار العقارات مرتفعاً. في السابق كان التخمين من قبل مديرية المالية ينصف إلى حد ما المستأجر، أما بتعديل القانون الجديد الصادر عام 2015 فقد تم إلغاء بند التخمين، ما جعل هناك هفوة كبيرة بين المؤجر والمستأجر».

وفي نظرة شمولية للواقع على الأرض، تتفاوت أسعار آجار العقارات في “السويداء” بحسب المنطقة، ومساحة العقار المؤجر، فقد يتجاوز آجار شقة سكنية صالحة لعائلة مؤلفة من 5 أشخاص أكثر من 40 ألف ليرة سورية (100$)، ويصل في بعض المناطق إلى أكثر من 75 ألف ل.س، بينما لا يتجاوز الراتب المقبوض لأغلب الموظفين الحكوميين عن 30 ألف ل.س.

اقرأ أيضاً العامل في السويداء يعمل عن 4 عمال “مابو غير خلف بالجبهة”

أثر معركة الجنوب المرتقبة

لا يمكن فصل الحالة العسكرية والسياسية في البلاد عن الواقع المعيشي للمواطن السوري، فبعد سيطرة “القوات الحكومية” تقريباً على كامل مناطق “الغوطة” في “دمشق”، والحديث عن معركة “درعا” القادمة، يرى بعض المراقبين أن هذا سيؤثر على أسعار آجار الشقق السكنية في “السويداء”، لاحتمالية عودة الوافدين إلى مناطقهم.

المقاول “أبو عمران” (49 عام) يرى أن الوافدين أصحاب رؤوس الأموال هم من أحدثوا هذا الارتفاع بالأسعار، يضيف: «في بداية الحرب وَفَدَ إلى “السويداء” أهلنا من شتى البقاع السوري، وخاصة من “دمشق”، و”درعا” بسبب تصاعد عمليات العنف في مناطقهم، وبدأوا بالبحث عن شقق سكنية بالمدينة، بالمقابل استغل بعض أصحاب العقارات حاجة الوافدين، وزيادة الطلب على الشقق السكنية، فرفعوا أجار عقاراتهم، وهكذا بدأت القصة».

أما من وجهة نظر المؤجر، فيشير “معن” (44 عام) إلى انخفاض قيمة الليرة السورية، وغلاء الأسعار على جميع الأصعدة، يقول: «الجميع يلوم المؤجر على ارتفاع سعر الآجار، ولكن كل شيء في ارتفاع، المواد الغذائية، والتعليم، والصحة، وغيرها، والكثير من أصحاب العقارات دخلهم الوحيد هو الإيجارات، فمن غير المنطقي أن مصروف المنزل في الشهر 200 ألف ل.س وآجار الشقة السكنية 7000 ليرة. “40 ألف آجار شقة سكنية بالنسبة لأصحاب الأعمال الحرة مبلغ بسيط، أما على الموظف الحكومي فهو كبير، وهنا السبب ليس طمع صاحب العقار، إنما حال الموظفين في البلاد”.

رغم عودة الكثير من الوافدين من أهالي “حلب”، و”ريف دمشق”، وكساد الشقق السكنية الفارغة، إلا أن أسعار العقارات ما تزال عالية، ولا يزال أصحابها مصممين على عدم التنازل بخفض السعر حتى لو بقيت فارغة، فهل ستؤثر عودة أهالي “الغوطة الشرقية” و”درعا” مستقبلاُ إلى مناطقهم بانخفاض سعر إيجارات الشقق…؟ أم أن الحكومة الموقرة ستعمل على ما أفسدته الأيام ؟.

اقرأ أيضاً نازحون إلى السويداء: “لا نريد العودة”!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى