يجد لاعبو الرياضات الخاصة في سوريا عموما والسويداء خصوصا، صعوبات بالوصول لأماكن التدريب ومتطلباته المادية المرهقة. من متممات غذائية وغيرها.
سناك سبورت – رهان حبيب
يقول اللاعب “زين غيبة” 14 عاماً في حديثه لـ “سناك سبورت” بأن والده يضطر لنقله مرتين في الأسبوع على الدراجة النارية أكثر من 15 كم من قريته “ريمة حازم” لتخفيف أعباء التنقل كونه يعاني صعوبات حركية في الطرفين السفليين. مثله مثل لاعبي الرياضات من جيل الشباب الذين يتحملون وأهلهم كلف عالية للحصول على تدريبات يومية للمحافظة على لياقتهم التي تبدأ من أجور النقل ولا تقف عند كلف المغذيات.
بدورها “هديل البربور” 23 عاماً والتي تتمثل حالتها بـ بتر باليد اليمنى. وهي موظفة في قطاع الصحة تمارس رياضة رمي الرمح والوثب وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية. قالت لـ “سناك سبورت” أنها تضطر للانتقال 45 كم من قريتها “أم الرمان” إلى السويداء بكلفة تبدأ من 7 آلاف في حال توفر النقل العام، وإن لم يكن فهي أمام خيار إما تحمل كلفة باهظة أو الاستغناء عن التدريب.
وأضافت “هديل” بأنه إلى جانب النقل ففي الغالب تفقد شهيتها للطعام بعد التدريب وبشكل طبيعي، وبحسب اللاعبة فإن كل لاعب يحتاج للمتممات لكنها اليوم غالية جداً وهذا ما يهدد استمرارهم، متسائلة: «هل يمكن لموظف الحصول على علبة متممات سعرها 150 إلى 300 ألف وراتبه لم يصل إلى مئة ألف؟»
في الغالب أفقد شهيتي للطعام بعد التدريب وبشكل طبيعي، وكل لاعب يحتاج للمتممات لكنها اليوم غالية جداً وهذا ما يهدد استمرارنا. هل يمكن لموظف الحصول على علبة متممات سعرها 150 إلى 300 ألف وراتبه لم يصل إلى مئة ألف؟ لاعبة الرياضات الخاصة هديل البربور
اللاعبة تتواجد يومياً عدّة أيام في صالة خصصت في الاتحاد الرياضي للرياضات الخاصة مع زملاء لها منهم “زيد الشعراني”. طالب الحقوق الذي يسعى بكل طاقته لعدم التغيب عن التدريب لكنه أيضاً يتحمل أعباء كثيرة للحصول على ساعة أو اثنتين من التدريب بهدف الوصول لبطولات عالمية على حد قوله.
ويضيف “زيد الشعراني” 25 عاماً من السويداء.بأن لديه بتر بالطرف العلوي ولا يمتلك دخلاً ثابتاً. حقق بطولة جري على مستوى “سوريا” عام 2020 والمركز الثاني وثب وحالياً ضمن فريق الطائرة، ولفت إلى أن كل الصعوبات مادية وقلتها إعاقة لكل شيء على حد وصفه.
اللاعب يجد أن إيجار المنزل ومصاريف الأسرة أولوية أكثر من المتممات والمغذيات والبدائل من الغذاء الطبيعي غير المتوفرة حالياً لكن حلمه الرياضي أولوية أيضا وفق حديثه.
من جهتها أمضت “أماني مرداس” 36 عاماً أم لطفلين لاعبة منتخب سوريا. خمس سنوات من التدريبات المتواصلة في نادي “وائل الحسن” واهتم بها المدرب “شادي عيسى”. قالت أنها كانت تصعد للطابق السادس لترتدي جهاز للأرجل وتتحمل كلف التنقلات اليومية. مبينةً أنها حققت مراكز أولى على مستوى الجمهورية برفع أثقال ومثلت “سوريا” مرة في بطولة “البحرين” وحصلت على مركز أول بوزنها ومن وجهة نظرها لابد من وجود داعم.
90 بالمئة من اللاعبين من خارج المدينة
يتحدث مدرب الفريق “تيسير العريضي” الذي يعاني من إعاقة بالطرفين السفليين عن أن نسبة 90 بالمئة من لاعبي الرياضات الخاصة من خارج المدينة وجزء كبير منهم لا يتمكن من المشي وهذا أهم عائق حالياً وفق حديثه.
نسبة 90 بالمئة من لاعبي الرياضات الخاصة من خارج المدينة وجزء كبير منهم لا يتمكن من المشي وهذا أهم عائق حالياً. المدرب تيسير العريضي
وقال “العريضي” بطل جمهورية من العام 1996 وعام 2004 بطل العرب 2005 وبطل آسيوي حطم أرقام خلال مشاركاته في “مصر” “الكويت” “العين”. بأنه مقتنع بأن الرياضة لذوي الإعاقة الرياضية علاج صحيح للمعوقين ودمج وتأهيل وتطوير آفاق ودمج مطلوب لهذه الشريحة.
وأضاف: «تجهيزاتنا جيدة والصالة متوفرة لكننا نحتاج لداعم يهتم باللاعبين مادياً ليتمكنوا من الاستمرار سواء بالحصول على المغذيات أو التنقلات خاصة وأن لدينا فريق مؤهل من الشباب ليكون فريق منتخب بمعظم الألعاب»
بدورها “رزان الدالي” رئيسة اللجنة الفنية للرياضات الخاصة قالت أن فكرة الدعم من المجتمع الأهلي مطلوبة مع العلم أن الاتحاد الرياضي يبذل جهود كبيرة لتطوير التجهيزات وقد تم تقديم أنواع مختلفة من الدعم لكن فكرة المغذيات أكبر من طاقة الاتحاد في هذه المرحلة.
