إقرأ أيضاالرئيسيةقد يهمكيوميات مواطن

مشفى حكومي يطلب من مراجعيه وثيقة “فقر حال”

المشفى يطلب من المراجعين إثبات فقر الحال للحصول على العلاج المجاني …”ليش بيجي عالمشافي العامة غير المتدمر حالو أو يلي عندو واسطة”

سناك سوري – غرام عزيز

في بهو الصالة المخصصة لاستقبال المرضى ضمن مشفى “المجتهد”بالعاصمة “دمشق” وقف “سعيد”، هذا المواطن لم يأخذ من اسمه في الحياة أي نصيب، ينتظر دوره ليتمكن من الحصول على خدمات الصحة المجانية التي تمننه بها الحكومة عالطالعة والنازلة، لكنه فوجىء بطلب الموظف المختص منه دفع مبلغ مالي لقاء الخدمات التي سيقدمها له المشفى.

“سعيد” المواطن المصدوم من طلب الموظف ندم في تلك اللحظة التي ارتدى ثياباً غير مهترئة، و بدأ يفكر بالطريقة التي تمكنه من إثبات فقر حاله، وراحي يفكر هل يشق بنطاله الجديد الذي لايرتديه إلا في المناسبات السعيدة والحزينة؟، أم يرمي فردة حذائه الذي دفع للحصول عليه تلك الحسبة من المال الذي ادخره عاماً كاملاً حتى تمكن من جمع ثمن الفردتين المتماثلتين بقدميه المتعبتين معاً؟ ماذا عليه أن يفعل حتى يظهر فقير الحال ويحصل على علاج مجاني وفقاً لقوانين المشفى التي لا تمنح العلاج إلا لـ”فقير الحال” .

ويحتاج المريض المراجع للمشفى لورقة خاصة تثبت فقر حاله بعد تقدمه بطلب لإدارة المشفى يلتمس من مقامها الكبير منحه ختم الإعفاء من الرسوم، بعد أن يرفق طلبه بما يثبت سوء وضعه المادي الذي يقتضي الإعفاء سواء بورقة من مختار الحي الذي يسكنه أو من خلال استفادته من جمعيات خيرية ثم يحال طلبه إلى لجنة مختصة لتدرس حالته وتقرر إعفاءه من أجور الاستطباب.”يعني فوق الموت عصة القبر” وبدل مايفوت المواطن بكرامته على مشفى الحكومة لازم ينذل ويقدم طلبات الاستعطاف والتوسل للمشفى والمختار والجمعيات الخيرية، ياترى اذا بيموت مو أحسن إلو”.

ورقة فقر الحال تضاف إلى سوء المعاملة التي يعاني منها المراجعون للمشافي العامة من فئة الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين يجدون في هذه المشافي على علاتها مكاناً آمناً للتداوي يوفر عليهم أموالاً طائلة لاقدرة لهم على دفعها في المشافي الخاصة، فقد اعتادوا على مدى سنوات طويلة التداوي في مشافي الحكومة بالمجان وهم اليوم يتساءلون ألم يكن أولى بها تخفيف أعباء المعيشة والتداوي عليهم في ظل ظروف الحرب التي فتكت بهم وتسببت لهم بالكثير من العلل والأمراض.

المواطن المراجع للمشافي العامة يتساءل بينه وبين نفسه، مالذي يدفعه للاستمرار في دعم هذه الحكومة إذا كان الشيء الوحيد الذي تقدمه له “الصحة والتعليم المجاني” وهي تذله بهما وتفرض عليه رسوماً للحصول عليهما، ويقول في سره يبدو أن هذه الحكومة تتخلى عن الدعم وعن المواطن معاً وإذا تمسكت بالمواطن فلابد من رش بهارات الذل على الخدمات التي تقدمها له.

اقرأ أيضاً : مشفى يتأخر 11 عاماً عن علاج المرضى… ولا أحد يحاسب المسؤولين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى