إقرأ أيضاالرئيسية

“ماريا ديبو” تحتفل بعيد البربارة بعد 73 عاماً

عيد البربارة 2017 تجاوز للخوف وإقبال على الحياة

سناك سوري – القامشلي

تعبت “ماريا ديبو” من الحرب وأخبارها، وهي تريد أن تعود للماضي الجميل حسب تعبيرها، ابنة الثالثة والسبعين من العمر تقول لـ سناك سوري خلال مشاركتها في الاحتفالات بعيد القديسة بربارة في حي الوسطى بالقامشلي:«يا ابني بعد هالعمر، ما كان لازم اطلع واحتفل، أنا امرأة ختيارة معي أمراض السكري والضغط، بالزور لأخطي خطوة».

وتضيف بلهجتها المحلية:«طلعت لأفرح مع الصغار، وأغني معن، حتى لعبت معهم، مو لازم نقصر بأي شي يمكن نزرع فرحة بقلوب هالأطفال، مشان هيك خلينا عيد البربارة يستمر من الصبح لليل، لنسوي سليقة ونغني حولها، ودبكنا كردي وسرياني وعربي، وكل أهل القامشلاوية حضروا، خلينا العيد يصير بالشارع، بلا خوف».

لم تكن “ديبو” الوحيدة التي خرجت فقد خرج معها مئات الأهالي في مختلف أحياء القامشلي التي أحيت عيد القديسة بربارة هذا العام بطريقة خرجت فيها عن التقليد السابق، يقول “نينوس ملكي” وهو من المنظمين لـ سناك سوري:«هذا العام جهزنا السليقة في الشارع، على غير العادة، ومن ثم وزعناها على كل الحضور، هذه الأكلة التي تعد رمزاً للمحبة والأخوة، كما أنها أحد رموز هذا العيد».

اقرأ أيضاً: أنيس مديواية الرجل الوحيد يجمع المختلفين حوله

وأضاف:«لبس الأطفال لباساً تنكرياً كما هي العادة وزينوا الشارع بالألوان والبوالين، رقصوا كتيراً، وفرحوا، تركنا الجميع يمل من الاحتفال حتى أعلنا نهاية عيد البربارة بطقوس جديدة وجميلة».

احتفالات في الشوارع

“ملكي” أكد أنهم قرروا القطيعة مع الماضي وكسر الحواجز والمخاوف التي فرضتها الحرب والعودة بزخم وقوة لإحياء كل المناسبات  بشكل جماعي وعلني وبهذه الصورة الجميلة التي بدت اليوم، لكي نساعد الناس على الفرح بعد الحزن الذي فرضته الحرب.

ويحتفل المسيحيون من الطوائف الغربية في سوريا بعيد القديسة بربارة في 4 كانون الأول من كل عام بينما تحتفل الطوائف المشرقية في 17 من الشهر ذاته كل عام.

وتعود قصة القديسة بربارة إلى القرن الثالث الميلادي ومنذ ذلك الوقت تحتفل الكنائس بهذه الذكرى وترتل التراتيل “قديسة بربارة عند الرب مختارة، أبوها هالكافر عباد الحجارة، جاب النار يحرقها، صار النار بخورة، جاب السيف يقطعها صار السيف صنارة”.

ويرتبط إحياء عيد البربارة بتوزيع “السليقة” وهي أكل شعبية قوامها “سلق القمح” وذلك لأن القمح هو الطعام الذي كان ينقله النمل للقديسة عندما كانت مسجونة، وفق الرواية المسيحية.

اقرأ أيضاً: كيف أحيا “الرفيق” و “هفال” 16 تشرين بالحسكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى