إقرأ أيضاالرئيسيةسوريا الجميلة

لقطة سورية .. معلم ينظم السير أمام مدرسته لحماية الطلاب (صور)

الواجب الأخلاقي جعل منه شرطياً للمرور ينظم الطريق لطلابه حتى يتأكد من عبورهم بأمان.

سناك سوري – رهان حبيب

يستقبل “محمد رباح” مدير مدرسة “بديع نادر” في السويداء طلابه الصغار منظماً للسير كأي شرطي مرور، يعترض طريق السيارات العابرة ليمنح لطلاب مدرسته فرصة العبور بأمان دون حوادث.

“رباح” كسر قاعدة المدير الجالس خلف طاولته، يباشر عمله الصباحي عند السابعة، من أمام باب المدرسة التي تتموضع على طريق رئيسي يفضي لوسط المدينة ما يتسبب بزحام كبير يعيق عملية عبور الطلاب الصغار للطريق، حيث يقوم بتنظيم السير، يقول لـ”سناك سوري”: «اعتدت منذ سنوات مراقبة دخول الطلاب تفاديا لتعرضهم للحوادث التي كانت تقع سابقاً، فأتواجد يومياً لمدة ساعة تقريباً أنبه السائقين لتخفيف سرعتهم وأوقف السيارات ليقطع أطفالنا الطريق».

تمكن “رباح” من كسر نمطية المدير القاسي، ليتحول إلى أب لـ300 طالب هم عدد طلاب المدرسة، يقول “رباح”: «ساعدنا فرع المرور في مراحل سابقة بإيفاد شرطي لهذه النقطة، لكنهم اعتذروا منذ عدة سنوات بسبب قلة عدد العناصر ما اقتضى أن أقوم بهذا الدور، الذي يحملني مسؤولية كبيرة تجاه طلابي، وبالنسبة لي لا أجد حرجاً في تأدية هذا الواجب هم أولادنا وعلينا حمايتهم والمساعدة قدر الممكن».

اقرأ أيضاً: “خالد بلان” سوري بيد واحدة يصلح أصعب أعطال السيارات

لا يخفي السائقون امتعاضهم من مدير المدرسة، وفي مرات كثيرة قد يعبرون بكلام ناب، لكن هذا الأمر لم يثنّ المدير عن متابعة واجبه تجاه طلابه، يضيف: «كثيرا ما يظهر السائقون انزعاجهم من تدخلي وإيقافهم، وأعرف أنهم مضطرون للسرعة لكن حماية الأطفال أهم، وأحاول قدر الإمكان جمع الأطفال في مجموعات كي لا يكون تنظيم السير معرقلاً للعابرين، تعبير البعض بكلام ناب يزعجني ولغاية هذا التاريخ لم أرد ولن أظهر أي ردة فعل قد تكون بداية لمشكلة، أو موقف غير مرغوب به أنا معلم وواجبي تقديم صورة أخلاقية راقية خدمة لمجتمعي وأبنائي».

ينشر تصرف المدير “رباح” الكثير من الطاقة الإيجابية في نفوس سكان الحي الذين يتابعونه في مشوارهم الصباحي، يلقون عليه التحية ويثنون على عمله ثم يمضون في حال سبيلهم مطمئنين على أطفالهم، أحد سكان الحي “لؤي عماد” تحدث لـ “سناك سوري” عن الأمر فقال: «تابعت المعلم “رباح” شهور طويلة لم يتخلف يوماً عن تنظيم السير، نجده في كل الفصول ففي الصيف تجده وفي الشتاء، حتى في الأجواء العاصفة والأمطار الغزيرة يكون متواجداً كما كل يوم يتابع الطلاب، ويمسك بيدهم إن اقتضت الحاجة لينقلهم للجهة الأخرى متجاوزاً السيول التي غطت الشارع، هذا المعلم صورة مشرقة للمعلم الحقيقي والمخلص لعمله».

يذكر أن المعلم “محمد رباح” خريج معهد معلمين وتخرج من كلية التربية عام 2007 وهو من مواليد 1961.

اقرأ أيضاً: “ملك الأناقة” التسعيني الذي يحتفظ بأكثر من 500 ربطة عنق

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى