الرئيسيةحكي شارعيوميات مواطن

سيناريو متكرر لقذيفة هاون في دمشق … ماهر مونس

سناك سوري – بوستات فيسبوكية

بس اسمع انو في هاون بالشام القديمة.. أول شي بمسك الموبايل.. وبدق لبابا..
كأنّه أول يوم بالمشاكل.. كأنه أول قذيفة هاون.. كأنّه أول خوف.. وأوّل حب..
-بابا وينك انت؟
— كلو تمام بابا الحمد لله.. قريبة بس ما حدا صرله شي..
بطمّن من بابا على ماما واخواتي.. وما بقدر احكي مع أمي.. لأن صوتها بيرجف بس تشوف رقمي.. وصوتي بيرجف بس صوتها بيرجف..

بسكّر.. بفتح فيسبوك.. بقلّب بالصفحات لشوف وين نزلوا القذايف وشوف الأسماء..
من فترة قريت اسم عمّي على ورقة.. على وحدة من الصفحات.. ومكتوب جنب اسمه شظيتين بالراس.. وتحت اسمه في واحد شهيد.. وفوق اسمه في واحد شهيد..
بخاف كتير تتكرّر الحاله مع حدا بعرفه..
غالباً بكون في بقوائم الأسماء اشخاص بعرفن.. ويلي ضلوا بالشام ما بيطلعوا شلة كبيرة..
بيبرد قلبي شوي..

اقرأ أيضاً: “عبود حمام” يروي مافعلته الصحافة العالمية في “الرقة”

مقالات ذات صلة

بكتب الخبر. بترجمه.. وببعته.. وغالباً بكون لسه عم ارجف..
برجع ع رواق بدق لبابا.. بابا بيشتغل بمستوصف.. وغالبا بيجو المصابين لعنده.. بسأله شو الوضع.. كم قذيفة.. وشو وضع المصابين.. وبعرف توصيف الحالة اكتر..

بعدها.. بصير القلب بدق مع كل ضربة.. لأن مضطر كرّر كلشي عملته قبل..

بهي الاثناء. بصير مخّي لحاله وبشكل تلقائي يحسب وين عم تنزل القذايف.. وكيف بدي ارجع ع البيت.. من أي طريق.. أي طريق الموت فيه بكون أبعد.. وبرجع بسأل حالي.. يا ترى إذا شفت القذيفة بلحق انطبح؟ أو بلحق اركض.. وبعرف الجواب إنو لأ.. بس سبحان الله من حلاوة الروح..

بمشي جنب الحيطان اليسار.. لأن القذايف بتجي من الشرق.. وبتجي ع الحيطان اليمين.. وبضل راسي بالموبايل.. عم اعمل تحديث للاخبار كل دقيقة.. وعم اطلع بالساعة كل دقيقة.. متمنّي أوصل ع البيت بأسرع وقت..
بيتنا كلو شبابيك.. وفيه مشرقة.. وبعرف إنو ممكن تنزل القذيفة بالبيت.. وبعرف إنو البيت ما له آمن أبدا.. بس يمكن الواحد بيرتاح بس يكون جنب أهله.. الخطر بصير أقل.. والأب خيمة.. والأم وطن..
والله لا يحرم حدا وطنه..

ماهر مونس – صحفي سوري يعيش في دمشق

اقرأ أيضاً:طوبى لمن لم يفقد إنسانيته في هذه الحرب .. أيهم محمود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى