الرئيسيةحكي شارع

العلاقات الروسية الإيرانية .. والأجندات المتناقضة في سوريا

إيران قد تقلص قواتها فقط، ولكنها لن تغادر

سناك سوري – متابعات

اتخذت المواقف الروسية الأخيرة طريقاً مباشراً وموجهاً يقترب إلى الأوامر بعيداً عن لغة السياسة فيما يتعلق بالملف السوري الذي يمر بأعقد حالاته. وكانت التصريحات الروسية تصب بغالبيتها تجاه “إيران” الحليف الأول في مكافحة “الإرهاب”، وعلى ما يبدو المغادر الأول للأرض السورية التي تقاسم السياسة فيها “روسيا”، و”الولايات المتحدة” كما تقاسموا الغنائم.

لكن “إيران” التي تتمسك بوجودها الشرعي كما الروس، ما زالت تناور في التفاصيل، مستندة إلى دعم معنوي من “الحكومة السورية”.

وبحسب “الشرق الأوسط”، فقد عدّ خبراء روس أن تحركات “روسيا” الأخيرة «هدفت إلى توجيه رسائل إلى “سوريا”، و”إيران” بجدية “موسكو” في طرحها حول ضرورة تقديم تنازلات واضحة من جانب حليفيها لإطلاق مسارات تسوية تكون قابلة للحياة، ومرضية للأطراف الإقليمية والدولية، كما لـ”المعارضة السورية”».

وأشعل الدخول “الروسي” مناطق يسيطر عليها حلفاء “دمشق” الكثير من اللغط حول العلاقة الروسية مع الاحتلال الاسرائيلي، وصل حد الاحتكاك لاعتراض “حزب الله” على التحرك غير المنسق، و«أن هذه الخطوة جاءت من أجل طمأنة الإسرائيليين إلى جدية “موسكو” في مواجهة اتساع الوجود الإيراني في سوريا». وذكرت وسائل الإعلام العديدة: أن «أجندة “إيران”، و”روسيا” المتناقضة أصبحت أكثر وضوحاً اليوم، لا سيما بعد دخول “إسرائيل” على الخط مع “روسيا”».

ولخصت مجلة “بزنس نيو يوروب” البريطانية العلاقة الروسية الإيرانية المتوترة، بأنها أمر طبيعي: «فكما هو معتاد، تبدأ الخلافات الحقيقية بين الحلفاء وقت الحرب، بعد انتهاء الأعمال القتالية الرئيسية، “إيران” ترغب بتعزيز وصولها إلى “البحر المتوسط” عبر “سوريا”، بينما تخشى “موسكو” من أن تصبح “إيران” قوية بما يكفي لعدم الخضوع للقيادة الروسية، كما أن أهداف “موسكو” الإقليمية تستدعي الاستماع جيداً إلى مطالب الحكومة الإسرائيلية».

اقرأ أيضاً روسيا تنتظر أميركا لتحديد موعد “الجنوب السوري”

وجاءت معضلة الجنوب السوري لتزيد الشرخ بين الجانبين، خاصة مع طلب “بوتين” المباشر بسحب كل القوى الأجنبية من “سوريا” بما فيهم “إيران” بأسرع وقت. فيما كانت الاتفاقات في الجنوب تتم على هذا الأساس، كانت ردود الفعل الإيرانية أكثر قوة وصراحة «فلا “روسيا” ولا أي قوة أخرى ستكون قادرة على إخراج “إيران” وحلفائها من “الجنوب السوري”، أو أي بقعة أخرى، ما دام النظام السوري لم يعلن رغبته في إنهاء الوجود الإيراني».

وقال مصدر روسي لـ”الشرق الأوسط”: «إن “موسكو” تشعر بأن “إيران” ستكون أكثر مرونة للحديث عن تقليص، وليس إنهاء الوجود في “سوريا”، لكن الثمن المطلوب في مقابل ذلك لم يوضع بعد على طاولة البحث».

قد تبدو مشكلة الجنوب السوري هي أساس توتر العلاقات بين البلدين، لكن الملفات الاقتصادية، ومزايا التحالف مع “سوريا” تبقى هي الأساس، وخاصة ما يتعلق بإعادة الإعمار، والاستثمارات في الثروات النفطية، والنفوذ السياسي، لا تستعجلوا الجواب فالقادم ليس بعيد.

اقرأ أيضاً “لافروف” يدعو “القوات الأجنبية” لمغادرة الجنوب السوري فوراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى